وكان الجنيد يقول: هو ريحانةُ أهل الشام.

واشتهر أحمد بصحبةِ أبي سليمان الدارانيّ، وروى عنه معظم كلامه وحكاياته، [وقد ذكرناه في ترجمة أبي سليمان] (?).

وله أيضًا الكلام الحسن والمجاهدات الكثيرة والواقعات العجيبة (?).

[وروى أبو نعيم عن العباس بن حمزة (?) قال: حدثنا أحمدُ بن أبي الحواري، قال: بينا أنا يومًا في بعض بلاد الشام في قبَّةٍ في مقبرة، إذا بحائط القبَّة يدقّ، فقلت: من هذا؟ قالت: امرأةٌ ضالَّةٌ، فدُلَّني (?) على الطريق، قلت: عن أيِّ طريق تسألين؟ قالت: عن طريق النجاة، وبكت، فقلت: هيهات هيهات، إنَّ بيننا وبينها عقابًا لا تقطع إلَّا بالسير الحثيث، وتصحيح المعاملة، وقطع العلائق الشاغلة (?)، [قال: فـ]، بكت بكاءً شديدًا، [ثم] قالت: يا أحمد، سبحان من أمسكَ عليك جوارحَك فلم تتقطع، وحفظَ عليك فؤادك فلم ينصدع، ثم غُشي عليها.

وكان هناك نساء، فقلت لبعضهنَّ: انظرن (?) أي شيء حالُ هذه الجارية؟ فقمن إليها فحركنَها فإذا بها ميتة، وإذا في جيبها ورقةٌ، فقرأتُها، وإذا فيها مكتوب: كفنوني في أثوابي [هذه]، فإن كان (?) لي عند الله خيرٌ فسيبدلني خيرًا منها، وإنْ كان غير ذلك فيا شقوتي.

وإذا بخدمٍ وجوارٍ حاسرات، فأحطنَ بها، فكشف النساء [عن] رؤوسهن والخدم عمائمهنّ، وستروها بها، فسألتُ بعضَ الخدم عنها، فقال: هذه بنتُ الملك، وهؤلاء أخواتها، [فـ] غلبَ عليها حبُّ الله تعالى، فخرجت على وجهها، ونحن نكونُ حولَها من بعيد، وقد امتنعَتْ من الطعام والشراب، فحملنا لها الأطباء، فتقول: [دعوني،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015