شبابٌ كانوا عندنا من أهل خُرَاسان، قلت: من هم؟ قال: محمدُ بن إسماعيل البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم، أبو زُرْعة (?) الرازي، وعبدُ الله بن عبد الرحمن السمرقنديّ، والحسنُ بن شُجاع البلخيّ، قلت: فمن أحفظ منهم؟ قال: أمَّا البخاريُّ فأعرفهم، وأمَّا السمرقنديُّ فأتقنُهم، وأما الرازيُّ فأسردُهم، وأما الحسنُ بن شُجاع فأجمعُهم للأبواب.

وقال الحاكم: أدركت المنيةُ الحسنَ قبل الخمسين، فمات وهو ابن تسعٍ وأربعين سنة.

سمع خلقًا كثيرًا منهم أبو مُسْهرِ الغسانيّ وغيره، وروى عنه البخاريُّ وغيرُه، واتَّفقُوا على أنَّه ثقة (?).

علي بن حُجْر بن إياس

ابن مُقاتل بن المُشَمْرِخ (?) أبو الحسن السَّعْدِيّ، ولد سنة أربع وخمسين ومئة، وكان من علماء خراسان.

نزل بغداد، ثمَّ تحوَّل إلى مرو، وكان حافظًا صادقًا متقنًا فاضلًا شاعرًا، طافَ الدنيا، وانتشر حديثه بمرو، وبها ماتَ في جمادى الأولى.

سمع ابن المبارك وغيره، وروى عنه البخاريُّ ومسلم وغيرهما، وكتب إلى بعض إخوانه: [من الوافر]

أحنُّ إلى عتابِكَ غير أنِّي ... أُجِلُّكَ عن عتابٍ في كتابِ

ونحنُ إذا التقينَا بعد بينٍ ... شفيتَ عليلَ (?) صدري بالعتابِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015