ولقمةٍ بجريش الملحِ آكلُها ... ألذُّ من تمرةٍ تحشَى بزُنْبُورِ

كم لقمةٍ جلبت حتفًا لصاحبها ... كحبةِ القمح دقَّت عنق عصفورِ (?)

[وكان يحيى انحرفَ عنه المأمون] (?) وأبعده، فولَّاه البصرة، ولما ولي المعتصم قرَّبَهُ، وكذا الواثق، ولما ولي المتوكِّلُ صيَّره في مرتبة ابن أبي دؤاد، وخَلع عليه خلعًا كثيرة، وقرَّبه، ثمَّ غضب عليه [المتوكل]، فعزله عن القضاء [بجعفر بن عبد الواحد]، واستصفى أمواله، ثمَّ أمرَه بالانتقال إلى بغداد، وألزمَه بيتَه إلى أن مات [في هذه السنة بالرَّبَذَة].

[ذكر وفاته:

حكى الخطيب عن داود بن عليّ قال: خرج ابن أكثم] (?) إلى الحجِّ في سنة اثنتين وأربعين على عزم المجاورة بمكة، فبلغه [رجوع المتوكِّل عن القول بخلق القرآن، وأنه] قد صلح قلبه، [فبدا] له [من المجاورة]، فعاد (?) إلى المدينة، ثمَّ رجع يريدُ العراق، فمات بالرَّبَذة [في سنة ثلاث وأربعين ومئتين] (?)، وقبرُه بها إلى جانب أبي ذر - رضي الله عنه -، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، رحمه الله (?).

[ذكر المنام الذي رؤي له:

رواه الخطيب بإسناده إلى محمد بن عبد الرحمن الصيرفيّ قال: ] رأى جارٌ لنا يحيى بنَ أكثم في منامه بعد موته، فقال له: ما فعلَ الله بك؟ قال: وقفتُ بين يديه فقال: سوءةٌ لك يا شيخ، فقلت: يا رب إن رسولَك قال: "إنَّك لتستحيي أنْ تعذِّبَ أبناءَ الثمانين" وأنا ابنُ ثمانين، أسيرُك في الأرض، فقال: صدقَ رسولي، قد عفوت عنك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015