أنس بن مالك، وعدَّدَ جماعةً، ثم قال: وأنا أجالسُكم! فقال: والله لشقاءُ من جالسَ أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدُّ من شقائك، فأطرقَ سفيان وتمثَّل: [من مجزوء الرمل]

خلِّ جنبيكَ لرامِ ... وامضِ عنهم بسلام

مُتْ بداءِ الصمتِ خيرٌ ... لكَ من داءِ الكلام (?)

ثم قال سفيان: من الحَدَث؟ قال: يحيى بن أكثم، فقال سفيان: هذا الغلامُ يصلحُ لصحبة هؤلاء، يعني السلطان (?).

وقال محمد بن منصور وأحمد بن أبي دؤاد: كنَّا مع المأمون في طريق الشام، فأمرَ فنودِيَ بتحليلِ المتعة، فقال لنا يحيى بن أكثم: تدخلا غدًا عليه، فإنْ رأيتُما للقول وجهًا فقولا، وإلَّا فاسكتا إلى أنْ أدخل، فدخلا عليه وهو مغتاظٌ يقول: متعتان كانتا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ (?)، وأنا أنهى عنهما، ومن أنت يا أحول حتى تنهَى عمَّا فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فأمسكنا، وجاء يحيى، فجلس وجلسنا، فقال المأمون ليحيى: ما لي أراك متغيِّرًا؟ قال: لما حدثَ في الإسلام، قال: وما حدث؟ قال: النداء بتحليل الزِّنا، [قال: الزنا؟ ! ] (?) قال: نعم، المتعَة زنا، قال: ومن أين لك هذا؟ قال: من كتاب الله وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} إلى قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} يا أمير المؤمنين زوجةُ المتعة مِلكُ يمين؟ قال: لا، قال: فهي الزوجة التي عنى الله، ترثُ وتُورث، ويلحقُ بها الولد، ولها شرائطها؟ قال: [لا، قال: ] فقد صار متجاوزُ هذين من العادين، وهذا الزهريُّ رَوى عن عبد الله والحسن (?) ابني محمد بن الحنفية، عن أبيهما، عن أبيه عليِّ بن أبي طالب أنَّه قال: أمرَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن أناديَ بالنهي عن المتعة وتحريمها، بعد أن كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015