أجابت، فقال: هل كانت أختُها جالسةً عندها؟ قالت (?): نعم، قال: فاذهبي فاخطبي لي أختَها؛ لئلَّا ينكسرَ قلبُها، فخطبَتْها (?) فتزوَّجَها.

قال عبد الله بن أحمد: فهي أمي، ولدتني وأقامتْ مع أبي عشرينَ سنة، فقالت له أمي: يا ابنَ عمِّي، هل أنكرت مني شيئًا قط؟ قال: لا إلَّا أنَّ نعلك هذه تَصِرُّ (?).

وقيل: إنَّ المرأةَ المتوفاةَ أمُّ صالح بن أحمد، يقال لها: عباسة بنتُ الفضل، كان الإمامُ أحمد رحمة الله عليه يُثني عليها ويقول: أقامتْ معي [أم صالح] ثلاثين سنة ما اختلفتُ أنا وإيَّاها في كلمةٍ قط.

وقال ابن معين: لمَّا خرجنَا إلى عبد الرزاق إلى اليمن حججنَا، فبينا أنا في الطَّواف إذا بعبد الرزاق في الطواف، [قال: ] فقلت لأحمد بن حنبل: قد قرَّبَ اللهُ خطانا، ورَفَّه (?) علينا في النفقة، وأراحنا من مسيرة شهر، فقال [له: ] إني نويتُ ببغداد أن أسمع عنه بصنعاء، والله لا غيرت نيَّتي، [قال: ] فخرجنا إلى صنعاء، فنفدت نفقتُه، فعرَض عليه عبد الرزاق دراهمَ كثيرةً، فلم يقبلها، فقال: على وجهِ القرض، فأبا. [قال: ] وعرضنا عليه نفقاتنا، فلم يقبل، [قال ابن معين: ] فاطَّلعنا عليه، وإذا به يعملُ التِّكَك ويفطرُ [على ثمنها (?)].

[قال: ] واحتاجَ مرَّةً فأكرى نفسَه للحمَّالين.

[قال: وكان معه سطل، فرهنه باليمين عند بقال. وقد رواه ابن عساكر عن سليمان بن داود الشَّاذَكوني قال: ] رهنَ أحمدُ سطلًا باليمين عند بقالٍ وأنا حاضر، وأخذ منه ما يتقوَّتُ به، ثمَّ جاءه بفكاكه، فأخرجَ له سطلين وقال له: انظر أيُّهما سطلك فخذه، فقال: قد اشتبهَ عليَّ، أنتَ في حلٍّ من السطل وفكاكه [قال الشاذكوني: ] فقلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015