وحكى ابن جَهْضَم قال: كان أبو عُبيد بعَرَفة واقفًا، فالتفتَ إلى ابنه فقال: يابنيّ، ليهنك الفارس، ولدت الساعة امرأتك غلامًا، قال: ورجعنا إلى بسر، فكان كما قال (?).

و[قال ابن جهضم: ] كان [أبو عبيد] يقول: ما أسفي إلَّا أن يجعلَني اللهُ يومَ القيامة ممن عفا عنهم، فقيل له: فعلى العفو تذابحوا (?)، فقال: أجل، ولكن يقبحُ بشيخٍ مثلي أن يوقفَ غدًا بين يدي الله تعالى فيقول [له: ] يا شيخ السوء، قد غفرتُ لك، وإنَّما أَمَلِي من الله أن يهبَ لي كلَّ من أحبني.

[وحكى عنه في "المناقب" أنَّه كان] إذا دخلَ شهرُ رمضان دخلَ بيتًا في داره وقال لزوجته: طيِّني عليَّ الباب، وناوليني كل ليلةٍ من الكُوَّة رغيفًا وكوزًا من ماء، فكانت تفعل ذلك، فإذا كان يوم العيد فتحت امرأته الباب، فإذا الأرغفة بحالها، لا أكل ولا شرب ولا نام (?).

[وكانت وفاته في هذه السنة] (?) بالشام ودفن ببُسر وقبره [ظاهر] يزار رحمة الله عليه.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015