[قال الطبري: و] فيها أمر المتوكِّلُ بهدمِ قبرِ الحسين بن علي [بن أبي طالب] رضي الله عنه و [هدم] ما حوله من المنازل والدُّور، وأن يُبْذر ويُسْقى موضعُ قبره، و [أن] يُمنع الناسُ من إتيانه، ونادى عاملُ تلك الناحية: من وجدناه [عند قبره] بعد ثلاثة (?) بعثنا به إلى المطبق، فهربَ الناس، وامتنعوا من زيارته وحُرِثَ المكانُ وزُرع ما حوله (?).
[قال الصوليُّ: ] ونَفوا من كان عنده [من العلويين والمجاورين]، وبقي صحراء (?)، فكتبَ أهلُ بغداد سَبَّ المتوكِّل على الحيطان وفي المساجد والجوامع، ودَعَوا عليه عقب الصلوات، وهجاهُ الشعراء، فقال يعقوب بن السكيت [صاحب "إصلاح المنطق": ] [من الكامل]
بالله إن كانت أميَّةُ قد أتت ... قَتْلَ ابن بنت نبيِّها مظلومَا
فلقد رماه بنو أبيه بمثلها ... أضحى حسينٌ قبرُه مهدومَا
أَسِفُوا على أنْ لا يكونوا شاركُوا ... في قتله فتتبَّعوهُ رميمَا (?)
[وبلغَ المتوكِّل فطلبَه، فاختفى منه، ثم قتلَه بعد ذلك لما نذكر في ترجمة يعقوب].
وقيل: كان ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين [ومئتين] (?).
وفيها غزا عليُّ بنُ يحيى [الأرمنيّ] الصائفةَ في ثلاثة آلاف فارس، فالتقاه ملكُ الروم [في ثلاثين]، فهزمه، وقتل من الروم أكثرَ من عشرين (?) ألفًا، وانهزمَ ملكُ الروم في نفرٍ يسيرٍ إلى القُسْطنطينية، وسار عليٌّ فأناخَ على عَمُّورية (?)، فقاتل أهلها وفتحَها