طالب - عليه السلام -، فاجتمع إليه قوم، فأتي به إلى المتوكِّل، فضربَه ثم حبسه في المطبق ببغداد، بعد أن ضربَه عمر بن فرج ثمانيةَ عشرَ سوطًا.
وحجَّ بالناس محمد بن داود (?).
وفيها توفي
أبو محمد التميميّ، ويعرف والدُه بالمَوْصليّ النديم، وكان الرشيدُ يكنيه أبا صفوان، يولعُ به.
ولد سنة خمسين ومئة، فكتب الحديثَ عن سفيان بن عيينة، وهُشيم بن [بشير، و] (?) أبي معاوية الضرير، وغيرهم، وأخذ الأدب عن الأصمعي، وأبي عبيدة، وبَرعَ في علم الغناء، فغلب عليه، ونُسب إليه.
وكان مليحَ المحاضرة، حلوَ النادرة، جيد الشعر، مذكورًا بالسخاء، معظَّمًا عند الخلفاء، وصنَّف كتاب "الأغاني"، وذكره أبو الفرج الأصفهاني، وأنكرَ أنْ يكونَ هذا الكتاب منسوبًا إلى إسحاق، وقال: هو أجلُّ من هذا؛ لأنَّ معرفتَه أتمُّ ممَّا في الكتاب المنسوب إليه، وكان ابنه ينكره أيضًا.
وكان إسحاق يكرهُ أن ينسبَ إلى الغناء، ويقول: لأن أضرب على رأسي بالمقارع أحب إليَّ من أنْ يقال لي: غنِّي.
وقال المأمون: لولا شهرتُه بالغناء لولَّيتُه القضاء، فإنَّه أعفُّ وأصدقُ وأكثرُ دينًا ومروءةً وأمانةً من هؤلاء القضاة.
وقال محمد بن عطيَّة: اجتمعَ الناس عند القاضي يحيى بن أكثم، وجاءَ إسحاق، وجرت مناظرات، فتكلم في الفقه فأحسن، وفي علم الأصول واللغة والعربيَّة، فأفحمَ الحاضرين، ثمَّ قال للقاضي: أعزَّك الله، أفي شيءٍ ممَّا ناظرتُ عليه نقصٌ أو مطعنٌ؟