الدنيا بينهم، وكتبَ كتابًا كما فعل الرشيد، وأشهدَ فيه شهودًا، فولّى ابنه محمَّد المنتصر إفريقية والمغرب كلَّه من عريش مصر إلى حيث بلغَ سلطانهُ من المغرب، وأضافَ إليه جندَ قِنَّسرين، والعواصم، والثغور الشامية والجزرَّية (?)، وديار ربيعة، والمَوْصل، والفرات، وهِيت، وعَانات، والخابور، ودِجْلة، والحرمين، واليمن، واليمامة، وحضرموت، والبحرين، والسِّند، ومُكران (?)، وقَنْدابيل، وفرج بيت الذهب، وكور الأهواز، ومَا سَبَذَان، ومِهْرِجان، وشهرزور، وقُمْ، وقاشان، وقَزوين، والجبال.
وأعطى المعتزَّ بالله الزبير -وقيل: محمَّد وكنيته أبو عبد الله- خراسان، وطبرستان، وما وراء النهر، والمشرقَ كلَّه، وإرمينية، وأذْرَبيجان، وضمَّ إليه [في سنة أربعين خزن بيوت الأموال في جميع الآفاق، ودور الضرب، وأمرَ بضرب اسمه على الدراهم.
وكان ما ضمَّ إلى ابنه] المؤيَّد بالله إبراهيم جندَ دمشق وحمص والأردن وفلسطين، فقال أبو الغصن: [من الرجز]
إنَّ ولاةَ المسلمينَ الجلَّه ... محمدٌ ثم أبو عبدِ الله
ثمَّت إبراهيم آبي الذلَّه ... بُورِك في بني خليفةِ الله (?)
وقال إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول: [من الكامل]
أضحَتْ عُرى الإسلام وَهْيَ مَنُوطةٌ ... بالنصر والإعزازِ والتأييدِ
بخليفةٍ من هاشمٍ وثلاثةٍ ... كَنفوا الخلافةَ من ولاة عهودِ
قمرٌ توالتْ حوله أقمارُه ... يكنُفنَ مطلعَ سعدهِ بسعودِ (?)
وقال: [من مجزوء الكامل]
الله أظهرَ دينَه ... وأعزَّهُ بمحمَّدِ
واللهُ أكرمَ بالخلا ... فةِ جعفرَ بن محمَّدِ