يا ابنَ المدينيِّ الذي لاحتْ له ... دنيا (?) فجادَ بدينه لينالهَا
ماذا دعاكَ إلى اعتقادِ مقالةٍ ... قد كان عندكَ كافرًا من قالها
أمرٌ بَدَا لك رشدُه فقبلتَه ... أم زهرةُ الدنيا أردتَ نوالها (?)
ولقد عَهِدتُكَ لا أبا لي مرَّةً ... صعبَ المقادة للتي تُدْعَى لها (?)
إنَّ الحريب لَمَن يُصابُ بدينه ... لا من يُرَزَّى ناقةً وفِصالهَا
فقال ابن أبي دؤاد: قد هجا (?) خيارَ الناس، ولا هدمَ الهجو حقًّا، ولا بَنَى باطلًا، وقد قمتَ وقمنَا من حق الله بما يَصغرُ قدرُ الدنيا عند كثير (?) ثوابه، ثمَّ أعطاه خمسة الآف درهم وقال: اصرفْها في شأنك.
وقال العباس بن عبد العظيم: دخلتُ على ابن المدينيِّ فرأيتُه مغمومًا، فقلت: ما لك؟ قال: رأيتُ في المنام كأنِّي أخطُبُ على منبر داود - عليه السلام -، فقلت: خيرًا رأيتَ كأنَّك تخطبُ على منبر نبيّ، فقال: لو رأيتُ أنِّي أخطبُ على منبر أيوب كان خيرًا؛ لأن أيوب ابتلي في بدنِه، وداود في دينه، وأخشى أني أفتتن في ديني (?).
وكان منه القولُ بخلق القرآن ما كان.
وقال ابن مَعين: كان ابن المدينيّ إذا حضرَ عندنا أظهَر السُّنَّة، وإذا مضى إلى البصرة أظهر التشيُّع (?).
وقد روي رجوعه، فحكَى الخطيبُ عنه أنَّه قال: إنما أجبتُ تقيَّةً، وخفت السيف، حُبِستُ في بيتٍ مظلمٍ ثمانيةَ أشهر، وفي رجلي قيدٌ ثمانيةُ أَمْنَاء، حتَّى خفتُ على