وقال عمرو الناقد: ما كان في أصحابنا أسرد للحديث من الشاذكوني (?). ولما قدم بغداد قال لي الإمام أحمد: اذهب بنا إليه نتعلَّمْ منه نقدَ الرجال (?).
وتوفي في جمادى الآخرة (?) بأصبهان.
حدَّثَ عن خلقٍ كثير، وكان حافظًا متقنًا، وقد تكلَّموا فيه.
وقال الخطيب: هو الذي روى عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّهم سائلُوك عن المجرَّة، فقل لهم: إنَّها من عَرَقِ الأفعى الذي تحتَ العرش" (?).
فأنكرَ الناسُ عليه هذا وأشباهَه.
وقال إسماعيل بن طاهر البلخيّ (?): رأيتُ الشاذكونيّ في النوم، فقلت له: ما فعلَ الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: بماذا؟ قال: كنتُ في طريق أصبهان، فأخذني المطرُ، وكانت معي كتبٌ، ولم أكن تحت سقف ولا عندي شيء يكنُّني، فانكببتُ على كتبي حتى أصبحتُ، وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك (?).
ابن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، قَدِمَ دمشق صحبةَ المأمون، وولاه المدينة، ثمَّ عزله المعتصم، وولَّاه المأمون اليمن، فقدمَ بغداد، فوافق يوم الفطر، وصلَّى بهم العيد، وكان ولَّاه أمرَ كلِّ بلد يدخل إليه، حتى يصل إلى اليمن، وذلك سنة ست عشرة ومئتين (?).