سمع سفيان بن عيينة وخلقًا كثيرًا، وروى عنه أحمد بن الأزهر وغيره، وأجمعوا على صدقه وثقته (?).
كان سيفَ النقمة للخلفاء، وكان المتوكِّلُ قد خافَه، فجلسَ معه ليلةً بالقاطول، فعربدَ على المتوكل، فقال له: أتريدُ أن تلعَب بي كما لعبتَ بالخلفاء، فهمَّ به، ثم افترقَا على ضَغِينَةٍ، فدسَّ إليه المتوكل من يشيرُ عليه بالحجِّ، كما سبق. فلما بلغَ الكوفة ولَّى مكانه.
ولمَّا عاد من الحجّ، أرادَ أن يسلكَ طريق الفرات إلى سامراء، ولو فعل لقدر على المتوكل.
وكان المتوكِّل قد كتبَ إلى إسحاق بن إبراهيم بن مصعب -وهو ببغداد- ما يعتمدُه، فلمَّا وصلَ إيتاخ الكوفة، كتبَ إليه إسحاق: إنَّ أمير المؤمنين قد رسم أن تدخل بغداد ليتلقَّاك وجوهُ بني هاشم، وتطلقَ الجوائز، وتنزل دار خزيمة بن خازم، فجاء إلى بغداد، فتلقاه وجوهُ بني هاشم، وفرق إسحاقُ بينه وبين غلمانه، وأَنزَلهُ دارَ خزيمة، ثم قبضَ عليه وقيَّده وكبَّله بالحديد ثمانين رطلًا، فتوفي ليلةَ الخميس عاشر جمادى الأولى -وقيل: في المحرم- فأحضر إسحاقُ القضاةَ والشهود، فشهدُوا أنَّه ماتَ حتفَ أنفه ولا أثرَ به.
وقيل: إنَّه طلبَ الماءَ فلم يُسْقَ، فماتَ عطشًا.
وقيل: مات سنة خمس وثلاثين (?). فاستصفى المتوكِّلُ أمواله، فبلغت ألف ألف دينار، وحُبِسَ ابناه، حتى أطلقهما المنتصر لمَّا ولي الخلافة.
وفي روايةٍ أن إسحاق التقاه من الياسرية، فلمَّا نظر إليه إسحاق أهوى لينزل، فحلفَ عليه إيتاخ أنْ لا يفعل. وكان إيتاخ في ثلاث مئة من غلمانه وأصحابه، فلمَّا وصلَ بغداد