الرقَّة، فسكن الناس (?).
وفيها فوض إلى إيتاخ الحجاز والكوفة وتهامة ومكَّة والمدينة، ودُعِيَ له على المنابر.
وسببُ حجِّه في هذه السنة تغيُّر المتوكِّل عليه، وكان إيتاخ في بدايته غلامًا من الخزر طباخًا لسلام الأبرش، فاشتراه منه المعتصم سنة تسع وتسعين ومئة، وكان له رُجلَةٌ وباس، فرفعَه المعتصم، وولاه الواثق من بعده، وكان (?) من أرادَ الواثقُ والمعتصمُ والمتوكل قتلَه سلَّمه إليه مثل عجيف (?) والعباس بن المأمون وابن الزيَّات وغيرهم، وكانت ولايتُه لمَّا ولي المتوكل الخلافة ولايةَ الأموال والبريد والجيوش والحجابة ودار الخلافة وغيرها، فخرجَ المتوكِّلُ بعدما استقرَّت له الخلافةُ متنزِّهًا إلى القاطول، فشرب ليلة وعربد على إيتاخ، وهمَّ بقتله (?)، فلمَّا أصبحَ قيل له، فاعتذرَ إليه، وقال: أنتَ أبي وصاحب دولتي ومقدَّمُها ورئيسُها.
وقيل: إنَّ إيتاخ عربد عليه. فلمَّا صارَ المتوكِّلُ إلى سامراء دسَّ إليه من يشيرُ عليه بالاسئذان للحجّ، فاستأذنَه، فأذنَ له وصيَّرهُ أميرَ كلِّ بلدةٍ يدخلُ إليها، وخلع عليه، وركب جميع القوَّاد معه لوداعه، فلمَّا خرجَ صيَّر المتوكِّلُ الحجابةَ إلى وصيف في ذي القعدة.
وقيل: إن هذه القصة كانت في السنة الماضية (?).
ولمَّا رجعَ من الحجِّ استصفى المتوكِّلُ ماله، وحُبِسَ وضُرِبَ، فماتَ في الحبسِ، كما سنذكرُه إن شاء الله.
وحجَّ بالناسِ محمدُ بن داود بن عيسى.
وفيها توفي