وقال كعب الأحبار: هو في مغارة جبل السراة بمكان يقال له: مرات، مما يلي الطور، موضع في مغارة يسمع منها في الليل دويٌّ عظيم يفزع من سمعه، وقيل: هو مدفون في طور يقال له: طور هارون من بلاد الشَّوْبَك.
وقال جدي رحمه الله في "أعمار الأعيان": مات هارون وله مئة وعشرون سنة (?).
وكذا هو في "التوراة"، وقال الحسن البصري: عاش مئة وثماني عشرة سنة، وكان أسنَّ من موسى بثلاث سنين فلما استكملها موسى مات. وقال مقاتل: ذكر الله هارون عليه السلام في أحد عشر موضعًا من القرآن.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر بن همَّام، عن أبي هريرة قال: جَاء مَلَكُ الموتِ إلى موسى فقال له: أجبْ ربَّكَ، فَلَطَمَ عينَ مَلَك الموْتِ فَقَلَعها، فرجع الملك إلى الله فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ وقدْ فَقَأ عَيْني، فردّ الله عليه عَيْنَه وقال: ارجع إلى عَبْدي وقُلْ له: إنْ كُنْتَ ترِيدُ الحياةَ فَضَعْ يَدَكَ على مَتْنِ ثَوْر فما توارى بيَدِكَ مِنْ شَعْرِه فإنَّكَ تَعِيشُ بكلِّ شعْرةٍ سنَة، فَعَادَ إليه فَأَخْبَرَه، فَقَال: ثُمَّ مَهْ، قال: تموت فقال: فالآنَ مِن قَريب. قال: يا ربِّ أَدْنِني مِنَ الأَرْضِ المقدَّسَة رَمْيةَ حَجر. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أني عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُم قَبْرهُ إلى جنبِ الطَّريق عِنْدَ الكَثيبِ الأَحْمر". متفق عليه (?).
وقال الحاكم أبو عبد الله: هذا الحديث موقوف على أبي هريرة لأنه قال في أوله: جاء ملك الموت، والمسند منه قوله عليه السلام: لو كنت هناك لأريتكم قبره، وكذا قال الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" (?)، وقد روي في غير الصحيح أن الحديث كله من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).