يا موتةً لم تَدعْ ظَرْفًا ولا أَدبًا ... إلَّا حَكَمْتِ به للحدِ والكفنِ

لله ألحاظُهُ والموتُ يكسرُها (?) ... كأَنَّ أجفانَه سكرى من الوَسَنِ

يردُّ أَنفاسَه كَرْهًا وتعطفهما ... يدُ المنية عَطْفَ الريحِ للغُصُنٍ

يا هولَ ما أبصرتْ عيني وما سمعتْ ... أُذني فلا بقيت عَيني ولا أُذني

لم يبق في بدني جزءٌ (?) علمتُ به ... إلَّا وقد حلَّه جزءٌ من الحَزَنِ

كانَ اللحاقُ به أَوْلَى وأحسنَ بي ... من أنْ أَعيشَ سقيمَ الروحِ والبَدَنِ (?)

وقال: [من الطويل]

ألم تَرني خَلَّيتُ نفسِي وشانها ... فلم أَحْفل الدُّنيا ولا حدثانَها

لقد خَوَّفتني الحادثاتُ صُروفَها ... ولو أمَّنتني ما قبلتُ أمانَها

يقولون هل يَبكي الفتى لخَريدةٍ ... متى ما أرادَ اعتاضَ عشرًا مكانَها

وهل يستعيضُ المرءُ من عشر كفِّه ... ولو صاغَ من حُرِّ اللُّجَينِ بنانَها

وكيف على علم الليالي معرَّس (?) ... إذا كان شيبُ العارضينِ دخانَها

وقال: [من البسيط]

إنَّ الليالي لم تحسنْ إلى أحدٍ ... إلَّا أساءتْ إليه بعدَ إحسانِ

العيشُ حلوٌ ولكنْ لا بقاءَ له ... جميعُ ما الناس فيه ذاهبٌ فاني (?)

ذكر وفاته:

توفي سنةَ عشرين ومئتين (?). وقيل: لمَّا عادَ من خراسان عني به الحسنُ بن وَهْب، فولَّاه بريدَ الموصل، فأقامَ بها أقلَّ من سنتين، وتوفي في جمادى الآخرة (?) سنة إحدى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015