ورحمةُ الله وبركاته، ثم غُسِّلَ الواثق، وصلَّى عليه المتوكل ودُفِن (?).

وقال سعيد الصغير (?): رأى المتوكِّلُ في منامه كأن سكَّرًا سليمانيًّا يسقطُ عليه من السماء، مكتوبٌ عليه: جعفر المتوكل على الله، فلمَّا صلَّى على الوائق، قال محمد بن عبد الملك الزيات: نسمِّيه المنتصر، وخاضَ الناسُ في ذلك، فحدَّثَ المتوكلُ أحمدَ بن أبي دؤاد ما رأى في منامه، فوجده موافقًا، فأُمضي، وكتب إلى الآفاق.

وقيل: إنَّهم بعد ذلك صاروا إلى دار العامة، فبايعوه حتَّى زالت الشمس حينئذ، وذلك يوم الأربعاءِ لستٍّ بقينَ من ذي الحجة، وسنُّه يومئذٍ ستٌّ وعشرون سنة، وكتب له بالبيعة محمدُ بن عبد الملكِ، وهو يومئذٍ على ديوان الرسائل (?).

قال الصوليّ: لمَّا جاءه بُغَا الشرابيّ احترزَ ابنُ أبي دؤاد لدنياه، فلم يبق مجهودًا، فجاءه من الله ما لم يكن في حسابه، مات عدوُّه ابنُ الزيَّات في صفر سنة ثلاث وثلاثين، وحكم على الخلافة.

[وروى الخطيبُ عن عليِّ بن الجهم قال: ] (?) وَجَّه إليَّ المتوكِّلُ فأتيتُه، فقال: يا عليّ، رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقمتُ إليه فقال: تقومُ إليَّ وأنت خليفة؟ فقلت له: أبشر، أمَّا قيامُك إليه فقيامك بالسنَّة، وقد عدَّك من الخلفاء. فسرَّ بذلك (?).

وفيه يقول فضل الشاعر (?): [من السريع]

استقبل المُلكَ إمامُ الهدى ... عامَ ثلاثٍ وثلاثينا

خلافةٌ أفضتْ إلى جعفر ... وهو ابنُ ستٍّ (?) بعد عشرينا

إنَّا لنرجو يا إمامَ الهدى ... أن تملكَ الناسَ ثمانينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015