وفيها عزم الواثق على الحجِّ، وبعث عمر بن فرج الرُّخَّجيّ لإصلاح المناهل، فرجع وأخبرَه أنَّ الطريق قليلُ الماء، فتركه (?).
وفيها ولَّى الواثقُ جعفَر بن دينار اليمن، فخرجَ إليها في شعبان في أربعة آلاف فارس، وقيل: في ستة آلاف فارس (?).
وفيها ولَّى الواثق إسحاقَ بن إبراهيم بن أبي حفصة (?) مولى بني قُشَير على اليمامة والبحرين وطريق مكة ممَّا يلي البصرة، وعقدَ له محمدُ بن عبد الملك الزيَّات في دارِ الخلافة، ولم يعقدْ لأحدٍ سواه فيها (?).
وفيها رَأى الواثقُ في المنام بأنَّه قد فُتِحَ سدُّ يأجوج ومأجوج، فانتبهَ فزِعًا، وبعثَ إلى السدِّ سلام الترجمان [وقد ذكرنا القصة في صدر الكتاب في قصة ذي القرنين.] (?)
وفيها فَادَى (?) الواثقُ أسارى المسلمين على يدِ خاقان خادم الرشيد، وكانوا أربعةَ آلاف وثلاثة (?) وستين مسلمًا، فكان الفداءُ على نهر في بلاد الروم يقال له: اللامس، قريب من سَلُوقِيَة، وسَلُوقِيَة من طَرَسُوس على يومين، فاجتمَع الروم والمسلمون عليه يوم عاشوراء، فقال أحمد بن أبي دؤاد: امتحنوا الأسارى، فمن قال: إنَّ القرآن مخلوق، فخلِّصوه وأعطوه دينارين، ومن أبى دعوه بحاله في الأسر، فأجابَ معظمُ القوم للقول بخلق القرآن خوفًا من إعادتهم إلى الأسر، ورجع البعض، وكان ابنُ أبي دؤاد قد بعث من أصحابه يحيى بن آدم الكَرْخيّ وجعفر بن الحذاء (?)، وأمرَهما