ولكنَّني لمَّا أتيتُكَ زائرًا ... فأفرطتَ في بِرِّي عَجَزْتُ عن الشكرِ

فمِلآنَ لا آتيكَ إلا معذّرًا ... أزوركَ في شهرين يومًا وفي شهرِ

فإنْ زدتَ في بِرِّي تَزايدتُ جفوةٍ ... ولم تلقني حتَّى القيامةِ في حشري

ثم كتبَ دعبل: حدَّثني المأمونُ، عن الرشيد، عن المهديّ، عن المنصور، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي، عن عبد الله بن عباس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لا يشكر اللهَ لا يشكر النَّاس (?)، ومن لا يشكرُ القليل لا يشكر الكثير".

فوصله عبد الله بثلاث مئة ألف وانصرف (?).

وقال معافى بن زكريا: أول ما قصد دعبل عبدَ الله أقامَ مدَّةً لم يجتمع به، وضاق ما بيده، فكتب إليه يقول: [من المنسرح]

جئتكَ مستشفعًا بلا سبب ... إليكَ إلَّا بحرمةِ الأدبِ

فاقضِ ذمامي فإنَّني رجلٌ ... غيرُ مُلِحٍّ عليك في الطلبِ (?)

فبعثَ إليه بعشرة آلاف درهم، وكتب إليه: [من الكامل]

أعجلتنا فأتاكَ عاجلُ برِّنا ... ولو انتظرتَ كثيرَه لم يقللِ

فخُذ القليلَ وكن كأنَّك لم تسلْ ... ونكونُ نحن كأنَّنا لم نفعلِ

ثم نادمه بعد ذلك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015