استلقيتُ وأنيت، فقالت: يا عمّ، أراك تعبًا؟ قلت: نعم، ضلَّت إبلي منذ ثلاث، فخرجتُ في طلبها، فقالت: هل لك في أن أدلَّك على من يعلمُ علمها؟ فقلت: إي والله، وتتَّخذي عندي [يدًا]، (?) فقالت: سل الذي أعطاك سؤال يقين، لا سؤال اختبار، فقلت: يا حبيبة، هل لك من بعل؟ فقالت: قد كان، فدُعي إلى ما منه خُلِق، قلت لها: فهل لك في بعلٍ لا تذمُّ خلائقه، ويأمنُ إلفُه بوائقَه، فاستعبرت باكيةً، ثم قالت: [من البسيط]
كنّا كغصنين في عودٍ غذاؤهما ... ماءُ الجداول في روضاتِ جنَّاتِ
فاجتثَّ خيرَهما من دونِ صاحبه ... دهرٌ يَكُرُّ بروعاتٍ وترحاتِ (?)
وكنتُ عاهدتُه (?) إن خانني زمني ... ألا يضاجعَ أنثى بعد مثواتي
وكانَ عاهدَني (?) أيضًا فعاجَلَهُ ... ريبُ المنون قريبًا مذ سُنَيَّاتِ
فاصرفْ عِنَانك عمَّن ليس يصرفُها ... عن الوفاء خلافٌ (?) في التحيَّاتِ
إنِّي حلفتُ يمينًا غيرَ كاذبةٍ ... والكِذْبُ يُزْرِي بأصحابِ المروآتِ
أنْ لا يضاجعني من بعدِه أحدٌ ... حتى يغيَّب رمسِي بين أمواتِ
وسكتت، فاجتهدت بها أن تكلِّمني أو تريني الطريق، فأبت (?).
وقال العتبي: [من الطويل]
إذا ما تقضَّى الودُّ إلَّا تكاشرًا ... فهجرٌ جميلٌ للفريقين صالحُ
تَلَوَّنْتَ ألوانًا عليَّ كثيرةً ... ومازجَ عذبًا من إخائِك مالحُ
فلي عنك مستغنىً وفي الأرض مذهبٌ ... فسيحٌ ورزق الله غادٍ ورائحُ
لتعلمَ أنِّي حيث رُمتَ قطيعة ... وعرَّضتَ لي بالهجرِ عنك مسامحُ