ولكنَّ خلفي صبيةً قد تركتُهم ... وأكبادُهم من حسرةٍ تتفتَّتُ

كأنِّي أراهم حين أُنعى إليهمُ ... وقد خَمشوا تلكَ الوجوهَ وصوَّتُوا

فإن عشت عاشوا خافضين بغبطةٍ ... أذودُ الردَى عنهم وإنْ متُّ مَوتُوا

فمن قائلٍ لا يُبعِد الله روحَه ... وآخر جذلانٌ بسرُّ ويَشمَتُ

يعِزُّ على الأوسِ بن تغلبَ موقفٌ ... يهزُّ عليه السيفُ فيه ويسكتُ

فرقَّ له المعتصمُ وقال: كاد واللهِ أن يسبقَ السيف العَذَل، اذهب فقد وهبتك للصبية، وعفوتُ لك عنْ الصَّبوة (?).

وغضبَ المعتصُم على الحسين بن الضحاك، لأنَّه مدحَ العباس بن المأمون (?)، فاستتر وكتب إليه: [من الكامن]

غضبُ الإمامِ أشدُّ من أدبه ... وقد استجرتُ وعُذتُ من غضبِه

أصبحتُ معتصمًا بمعتصمٍ ... أثنى الإلهُ عليه في كتبِه

لا والذي لم يُبْقِ لي سببًا ... أرجو النجاةَ به سوى سببِه

ما لي شفيعٌ غيرُ (?) رحمته ... ولكل من أَشْفَى على عَطبِه

فلما قرأها التفتَ إلى ولده الواثق وقال: بمثل هذا الكلام يستعطَف الكرام، فقال: هو حقيقٌ بأن يُتجَاوز عنه، فرضيَ عنه وأعاده إلى مكانه.

ومن شعره: [من المتقارب]

وداعُك مني وداعُ الربيع ... وفقدُكَ مثلُ افتقادِ النديم

عليكَ السلامُ فكم من نَدى ... فقدناه منكَ وكم مِنْ كريم (?)

وقيل: إنَّه يَرثي بهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015