ويحمله على الخلاف، فأمر بردِّ الأفشين إلى محبسه، وضُرِبَ المازيار أربعَ مئة وخمسينَ سوطًا، وطلبَ الماء فلم يُسق، فماتَ من ساعته عطشًا.
و[قال الصوليُّ: ] قيل للمعتصم: لا تعجلْ بقتله، فعنده أموالُ الدنيا, وله ودائعُ بطبرستان وغيرها ممَّا لا يحصى، فاستدرِجْهُ وخذ منه، فإذا حصل الكلُّ عندك فاقتله، فأنشد: [من البسيط]
إنَّ الأسودَ أسودُ الغاب همَّتُها ... يومَ الكريهة في المسلوبِ لا السَّلبِ (?)
وكان عند المازيار خزائنُ الدنيا (?)، وكان عظيمًا عند المأمون، يكتبُ إليه من عبد الله المأمون إلى أصبهبذ (?) أَصبهان وصاحب طبرستان (?) محمَّد بن قارن مولى أمير المُؤْمنين.
ابن عبد الله (?) بن مكحول، أبو الهذيل العلَّاف البَصْرِيّ، مولى عبد القيس، شيخ المعتزلة، مصنِّف الكتب في مذهبهم.
ولد سنة خمسٍ وثلاثين ومئة، وقدم بغداد وناظر على مذهب القوم، وكان خبيثَ اللسان، يردُّ نصَّ كتاب الله تعالى، وفارق الإجماع، وزعمَ أنَّ أهلَ الجنَّة تنقطعُ حركاتهم وسكناتهم فيها، حتَّى لا يتكلموا كلمةً، ولزمَ القولَ بانقطاع نعيمِ أهل الجنة. وجَحَد صفات الله، وقال: علمُ الله هو الله، وقدرةُ الله هي الله، فجعل الله عِلمًا وقدرةً، فتعالى الله العظيمُ جلَّ شأنُه وتقدَّسَ أسماؤه عمَّا وصفَه به علوًّا كبيرًا.
وكنت (?) أختلفُ إلى عثمان الطَّويل صاحبِ واصل بن عطاء، فبلغني أنَّ يهوديًّا قَدِم