[قلت: وسبب قول الحقِّ سبحانه لمنصور: يَا شيخ السوء؛ لأنَّه كان يزهِّدُ النَّاس في الدنيا ويأخذُها، كما فعل مع الليث بن سعد، فإنَّه أخذ منه ألوفًا من الدنانير والمتاع وغيره، وقد ذكرناه في ترجمة الليث، ثمَّ إن الله عفا عنه بعد ذلك.
وحَدَّثنا غيرُ واحد عن محمَّد بن أبي القاسم بإسناده إلى أبي العباس القاضي يقول: سمعتُ أَبا الحسين السعداني (?) يقول: ] (?) رأيت منصور بن عمار في المنام فقلت له: ما فعلَ الله بك؟ فقال: أُوقفت بين يديه فقال: أَنْتَ الذي كنتَ تُزَهِّدُ النَّاسَ في الدنيا وتَرغَبُ فيها؟ ! فقلت: قد كان ذلك يَا إلهي، ولكن ما اتَّخذتُ مجلسًا إلَّا وبدأتُ بالثناء عليك، وبالصلاة على نبيك محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وثلَّثتُ بالنصيحة لعبادك، فقال: يَا ملائكتي، صدقَ، اصنعُوا له كرسيًّا في سمائي، فيمجِّدني بينكم كما كان يمجِّدُني بين عبادي.
أسندَ عن جماعةٍ من العلماء منهم أبو الخطَّاب معروف الخياط، صَاحِب واثلةَ (?) بن الأسقع، وروى عن الليثِ بن سعد وابنِ لهيعة وغيرهم.
وروى عنه ابنُه سُليم، وعليّ بن خَشْرم، وجنادة بن محمَّد وغيرهم، وقد تكلَّموا فيه (?).
ومن روايته عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "مَن أعيتهُ المكاسبُ فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي منها" (?).
وهو حديثٌ ضعيف.
* * *