فأما التوراة: فقال الفراء: فأصلها من وَرَى الزند- بالفتح، ورُوِيَ بالكسر أيضًا- فسميت التوراة توراةً لأن الأحكام ظهرت منها.
وأما اليهود فأصله من التهود وهو الميل.
وقال الحسن: لما أنزل الله تعالى التوراة لم يبق على وجه الأرض حجرٌ ولا شجر ولا جبل إلا اهتز، فليس على وجه الأرض يهوديٌّ إلا ويهتزُّ عند قراءة التوراة، ويقولون: اهتزت السماوات والأرض.
وقال الجوهري: يقال: هاد وتهوَّد إذا صار يهوديًا. قال: والهُوْدُ: اليهود، والتهويد: المشيُ الرُّويد. والتَّهَوُّد: أن يصير الإنسان يهوديًا، ومنه الحديث: "فأبواه يُهَوِّدانه وينصرانه" (?).
وقال ابن الكلبي: وفي زمان موسى بنيت مدينة ظَفَار باليمن، بناها رجل من حمير يقال له: شمر بن الأملوك (?) الحميري، وهو أول ملوك اليمن من العرب، ونفى العمالقة من اليمن.
وقال الجوهري: وظَفَارِ مثل قَطَامِ مدينة باليمن، وجزع ظَفَاري منسوب إليها، وفي المثل: من دخل ظَفَارِ حَمَّر (?).
وسألت شيخنا أبا اليمن الكندي رحمه الله عن هذا فقال: سببه أن بعض العرب دخل على ملك ظَفَار فوقف، فقال له الملك: ثِبْ- وهو بلغتهم: اقعد- فلم يفهم الرجل فوثب إلى فوق فوقع وتكسَّر، فقال الملك: من دخل ظفار حمَّر، أي تكلَّم بلغة حمير.