ومئتين في ولاية ثابت بن نصر الخُزَاعِيّ، كان يؤدِّبُ ولده.] (?)
وقال الخطيب: كان أبو عبيد يَقسِم الليل ثلاث أثلاث؛ يصلِّي ثُلثَه، وينام ثُلثَه ويصنِّف الكتبَ في ثلثه (?).
وقال: ما أتيتُ عالمًا قطُّ فاستأذنت عليه، إنَّما كنت أقعدُ على بابه حتَّى يخرج، كنت أتأوَّل قولَه تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيهِمْ لَكَانَ خَيرًا لَهُمْ} [الحجرات: 5].
[قال: وقال أبو عبيد: وقد رأيتُ القَلوطَ وهو نهرٌ قذرٌ إلَّا أنَّه جاري (?).
قلت: قَلوط هو النهرُ الخارج من دمشق من ناحية القبلة بالأوساخ والأقذار، فلا يجوزُ الوضوءُ به، وإن كان جاريًا، ونجاستُه لتغيُّر أوصافه، فأما إذا بَعُد وامتدَّ فقد أفتى بعضُ الفقهاء بجواز الوضوء منه، والاعتماد على الظنِّ بطهارته، مع زوال الأوصاف المانعة، وكون الطباع السليمة لا تستقذره ولا تستحسنه، وغيرُه خيرٌ منه.
وقال ابن المنادي: كان أبو عبيد يَنزلُ بغداد في درب الريحان، وخرج إلى مكَّة في سنة أربعٍ وعشرين ومئتين (?).
وكتاب "الأموال" من أحسن ما صُنِّفَ في الفقه.]
ذكر وفاته:
[واختلفوا فيها، فقال الخَطيب: ] خرجَ إلى مكَّة سنةَ تسع عشرة ومئتين (?)، [وكذا قال البُخَارِيّ] (?) وقيل: سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين [ومئتين] (?).