يعقوب. وقد ذكرناهم في أولاد هارون].
وكان المعتصمُ أمِّيًّا لا يكتب ولا يقرأ [إلا كتابةً ضعيفة وقراءةً غيرَ جيِّدة. قال الخطيب: ] (?) وسببُه أنَّ المعتصم كان معه غلامٌ في الكُتَّاب يتعلَّم معه [فمات الغلام] (?) فقال الرشيد: يا محمَّد مات غلامُك. قال: نعم [يا سيِّدي] (?) واستراح من الكتَّاب، فقال له الرشيد: وإنَّ الكُتَّاب لَيبلُغ منكَ هذا المبلغ؟ ! دَعُوه إلى حيث انتهى ولا تعلِّموه شيئًا. فكان يكتب ضعيفًا ويقرأ قراءةً ضعيفة.
وكان المعتصمُ في فتنة الأمينِ يتردَّد إلى عليِّ بن الجنيد بمكانٍ يقال له: إِسْكاف، فيُقيم عنده فيخدمه بنفسه ومالِه، فغاظ (?) المعتصمُ يومًا عليًّا، فقال له على وجه المِزاح: واللهِ لا أفلحتَ أبدًا، فأخذها المعتصمُ في نفسه، فلما قدم بغدادَ أَحضر عليًّا وقال له: زعمتَ أنني لا أُفلح، فأيُّ فلاحٍ بعد هذا! وكان عليٌّ عدوَّ الفضلِ بن مروان، فقال له: الذي أفلح الفضلُ بن مروان، فضحك المعتصم، وحدَّث نفسه بالإيقاع بالفضل.
وكان إبراهيمُ بن المهديِّ لما دخل المعتصمُ بغدادَ ترجَّل وقبَّل يدَ المعتصم، فقال المعتصم لعليِّ بن الجنيد: أَتذكر حين وقفتُ لإبراهيمَ بالمربعة، فلما مرَّ بي نزلتُ فقبَّلت يده وأَدنيتُ منه ابني هارونَ وقلت: عبدُك ابني هارون، فقبَّل يد إبراهيم، فأمر لي بعشرة آلافِ درهم؟ قال علي: نعم، قال: فإنَّ ابن المهديِّ ترجَّل اليومَ لي في ذلك الموضعِ بعينه وقبَّل يدي وقال لي: عبدُك هبةُ الله ولدي، وأَدناه فقبَّل يدي، فقال له عليّ: فكم أعطيتَه؟ قال: عشرة آلافِ درهم، لم تَطِب نفسي بغيرها، فقال له علي: بئس ما فعلت، قال: وكيف؟ ! قال: لأنَّ ابن المهديِّ أمر لولدك بعشرة آلافِ درهمٍ وليس في يده غيرُ بغدادَ وحدها، وأنت في يدك المشرقُ والمغربُ تقابله بمثلها! فقال: صدقت، اجعلوها عشرةَ آلافِ دينار.
وقال الصُّولي: ولا يُعرف خليفةٌ قبَّل يدَ خليفةٍ إلَّا إبراهيم بن المهديِّ