وقال الصُّولي] (?): وقف أبو العتاهيةِ بباب رجل، فحجبه، فقال: [من الطويل]
لَئن عدتُ بعد اليومِ إني لَظالمٌ ... سأصرفُ وجهي حيث تُبغَى المكارمُ
متى يظفرُ الغادي إليك بحاجةٍ ... ونصفُك محجوبٌ ونصفُك نائم (?)
وقال: [من البسيط]
يا مَن تشرَّف بالدنيا وزينتِها ... ليس التشرُّفُ رفعَ الشِّيدِ والطينِ (?)
إذا أردتَ شريفَ الناسِ كلِّهمِ ... فانظرْ إلى مَلِكٍ في زِيِّ مسكين
ذاك الذي عَظُمَت في الله نعمتُه ... وذاك يصلح للدُّنيا وللدِّين
وكان أبو العَتَاهية مع فضلِه إذا سمع شعرًا رائقًا ولفظًا فائقًا يعترف بفضل قائِله، ويبكي بكاءَ مَن أُصيبت مقاتلُه.
ذكرُ وفاته:
[روى الخطيبُ عن] (?) أحمدَ بن عليِّ بن مرزوقٍ قال (?): دخلتُ عليه وهو يجود بنفسه ويقول: [من مجزوء الكامل]
يا نفسُ قد مثَّلتُ حا ... لي هذه لكِ منذ حينِ
وشككتِ أنِّي ناصحٌ ... لكِ فاشتملتِ على الظُّنونِ (?)
فتأمَّلي ضعفَ الحَرا ... كِ وكَلَّه بعدَ السُّكونِ
وتيقَّني أنَّ الذي ... بكِ من علامات المنونِ
و[اختلفوا في وفاته، فقال الخطيب: ] (?) مات سنة إحدى عشرةَ ومئتين ببغداد يومَ الخميس لتسعٍ (?) خلونَ من جُمادى الآخرة، ودُفن على جانب نهرِ عيسى قُبالةَ قنطرة