فقال: أُخبركم بالعَجَب، مدحتُ أميرَ المؤمنين، ووصفت له [ناقتي من خِطامها إلى خُفَّيها، ووصفت له الفيافي من اليمامة إلى بابه] (?) أرضًا أرضًا ورَمْلةً رَمْلة، حتى إذا أَشفيتُ منه على غنى الدَّهر، جاء ابنُ بيَّاعة الفخاخير -يعني أبا العَتاهية- فأنشده بيتين، فضعضع بهما شِعري وسوَّاه في الجائزة بي، قيل: وما البيتان؟ فأنشد: [من الكامل]

إنَّ المطايا تشتكيك لأنَّها ... قطعتْ إليك سَبَاسِبًا ورِمالا

فإذا رَحَلْنَ بنا رَحَلْنَ مُخِفَّةً ... وإذا رجعْن بنا رجعن ثِقالا (?)

[وحدَّثنا غيرُ واحد: حدَّثنا إسماعيلُ بن أحمدَ السمرقنديُّ بإسناده إلى أبي الحسين بنِ المنادي قال: أنشدني يوسفُ بن يعقوبَ لأبي العَتَاهية] (?) [من الخفيف]

كم يكون الشتاءُ ثم المَصِيفُ ... وربيعٌ يمضي ويأتي خريفُ

وانتقالٌ من الحَرور إلى الظِّلِّ ... وسيفُ الرَّدى عليك مُنيف

يا قليلَ البقاءِ في هذه الدا ... رِ إلى كم يَغرُّك التسويفُ

عجبًا لامرئٍ يذلُّ لذي دُنـ ... ــــيا (?) ويكفيه كلَّ يومٍ رغيفُ

و[روى ابنُ ناصرٍ بإسناده إلى أبي بكرٍ الأُموي قال: ] (?) قال الرشيدُ لأبي العتاهية: الناسُ يزعمون أنك زِنديق، فقال: يا أمير المؤمنين كيف أكون زنديقًا وأنا الذي أقول: [من الخفيف]

أيا عَجَبًا كيف يُعصى الإلـ ... ـــــــهُ أم كيف يجحده الجاحدُ

ولله في كلِّ تسكينةٍ ... وفي كل تحريكةٍ شاهد (?)

وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ ... تدلُّ على أنَّه واحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015