وقال الكلبي: لما أهلك الله فرعون عاد موسى إلى مصر فأقام بها يسيرًا ثم أوحى الله إليه: ارجعْ إلى مقرِّ الأنبياء وهو الشام، فإن مصر ليست بأرض الأنبياء، اذهب إلى أرض فلسطين فإنها ميراثكم من آبائكم وهي دار مُلْككم فهاجرَ إلى الشام.
وقال وهب: من هبوط آدم من الجنة إلى خروج بني إسرائيل من مصر ثلاثة آلاف سنة وثمان مئة وأربعون سنة. ومن مولد الخليل إلى خروج بني إسرائيل من مصر ألف وخمس مئة وخمسون سنةً. ومن وفاة يوسف إلى خروج بني إسرائيل من مصر أربع مئة سنة، وقيل: خمس مئة سنة.
قال الله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} [يونس: 90 والأعراف: 138] الآية. روى عكرمة والكلبي عن ابن عباس قال: قطع بهم موسى البحر يوم عاشوراء فلهذا عظَّموه وصاموه، وكان ذلك يوم الجمعة {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} وهي التماثيل.
واختلفوا في القوم الذين كانوا يعبدون الأصنام وهي التماثيل على أقوال:
أحدها: أنهم كانوا من لَخْمٍ وجذام من العرب، قاله قتادة.
والثاني: من الكنعانيين، قاله مقاتل.
والثالث: من العمالقة، قاله الحسن. فأمر موسى بقتلهم، فقال له قومه: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} فغضب موسى وقال: {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138] أي: نعمة الله عليكم، وقد شاهدتم سلطانه في نجاتكم وإهلاك عدوّكم {إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} أي: مُهلَكٌ {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139] أي: زائل مضمحل.
حدثنا عبد الله بن أحمد المقدسي رحمه الله قال: حدثنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز بإسناده عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قِبَل حنين، فمرَرنا بسدرةٍ خضراءَ عظيمةٍ يقال لها: ذات أنواط، كان الكفار يعبدونها ويعكفون عليها، فقلنا: يا رسول الله، اجعلْ لنا هذه،