أَسند عن كبار الأئمَّة [فسمع بالشام والحجازِ والعراق من خلقٍ كثير، منهم: سفيانُ الثوري، ومَعمرُ بن راشد، وابنُ أبي ذئب، وبمكَّة ابنُ جُريج، وبالمدينة مالكُ بن أنس وأبو مَعشر نَجيح السِّندي، وسمع بدمشقَ سعيدَ بن عبد العزيز، والأوزاعيّ، وهشامَ بن الغاز، وبحمصَ ثورَ بن يزيد.

وروى عنه الجمُّ الغفير، وروى الأئمَّة] محمدُ بن سعدٍ صاحب"الطبقات" -وكان كاتبَه وبه يعرف-[وأبو بكر بنُ أبي شيبة، ومحمدُ بن إسحاقَ الصاغاني (?)، ومحمدُ بن شجاعٍ الثَّلجي (?)، والحارثُ بن أبي أسامةَ التميمي، في آخرين].

قال المصنِّف رحمه الله: وقد انقسموا فيه قسمين: فقسمٌ أثنَوا (?) عليه ووثَّقوه، وقسم تكلَّموا فيه وضعَّفوه:

فأما القسمُ الأول، فقال الخطيب: الواقديُّ ممن طبَّق علمُه الأرضَ شرقًا وغربًا، [ولم يَخْفَ على أحدٍ عرف أيامَ الناس] (?)، وسارت الركبانُ بكتبه في فنون العلوم، من المغازي، والسِّيَر، والطبقات، وأخبارِ الناس، وأخبارِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، والأحداثِ التي كانت في زمانه [والفقه، واختلافِ الناس] وغيرِ ذلك، وكان جَوَادًا كريمًا مشهورًا بذلك.

وقال محمد بن سلَّامٍ الجُمحي: الواقدي عالِم دهره.

وقال يعقوبُ بن شيبة: انتقل الواقديّ [من الجانب الغربيِّ إلى الجانب الشرقي. يعني من بغداد] (?) فحمل كتبَه على عشرين ومئةِ وقْرٍ (?).

وقال غيرُه: كان له ستُّ مئة قِمَطر كتب. [وقد روينا عنه أنَّه كان يقول: حفظتُ أكثرَ من كتبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015