وقيل: سَالم بن عَمرِو بن حماد بن عطاءِ بن ياسر، الخاسر، الشَّاعر، البصري.
سمِّي الخاسر لأنَّه وَرِث من أَبيه مُصحفًا؛ فباعه واشترى بثمنه طُنْبورًا، وقيل: شِعرَ امرئ القيس، وقيل: شِعرَ الأعشى.
وكان سالم من الشُّعراء المُجيدين من تلامذة بشَّار، وصار يقول أرقَّ من شِعره، وكان بشارٌ قد قال: [من البسيط]
مَن راقبَ النَّاسَ لم يَظْفَر بحاجته ... وفاز بالطَّيِّبات الفاتِكُ اللَّهِجُ (?)
فقال سالم الخاسر: [من مخلع البسيط]
مَن راقب النَّاسَ مات غمًّا ... وفاز باللذَّة الجَسورُ
فغضب بشارٌ وقال: ذهب إلى بيتي (?) وأخذ معانيَّ التي تعبتُ عليها، فيكسوها ألفاظًا أخفَّ من ألفاظي، لا أَرضى عنه. فما زالوا به حتَّى رضي عنه.
قدم سَالمٌ بغداد، ومدح المهديَّ والرشيدَ والبرامكة، واكتسب من البرامكةِ عشرين ألفَ دينار، ومن الرَّشيد مثلَها.
وقال اليزيديّ: ورث من أبيه مئةَ ألفِ درهم، وأَصاب من مدائح الملوكِ مِثلَها، فأَنفقها كلَّها على الأدب. وهو ابنُ عمِّ الجمَّازِ الشاعر.
ومدح المهديَّ: [من الكامل]
حضر الرحيلُ وشُدَّت الأَحداجُ ... وحدا بهنَّ مُشَمِّرٌ مِزْعاجُ
شَرِبَتْ بمكَّة في ذُرا بَطحائها ... ماءَ النُّبوَّة ليس فيه مِزاج (?)