فيها خرج من الخَزَر خلقٌ عظيمٌ من باب الأبواب، وكانوا مئةَ ألف وملكهم، وكان قد زوَّج ابنتَه من الفضل بنِ يَحْيَى (?)، فماتت في طريقها قبلَ وصولها، فقيل لخاقان: إنَّ المسلمين قتلوها غِيلة، فخرج بهذا السَّبب.
وقيل: إنَّ سعيد بن سَلْم (?) بن قتيبةَ كان على إِرمينية، فقتل المنجِّمَ السُّلمي، فدخل ابنُه إلى الخَزَر فاستنصرهم على سعيد، فخرجوا إلى سور بابِ الأبوابِ فثلموه، ودخلوا إلى بلادِ المسلمين، فأغاروا عليها، وقُتل من المسلمين وأهل الذِّمَّة مئة ألف، ونكحوا المسلماتِ وبقروا بطونَ الحَبَالى، وذبحوا الأطفال في المهود، وسَبَوا خلقًا عظيمًا، وفعلوا فعلًا لم يُسمع في الإِسلام بمثلهِ، وهرب سعيدُ بن سَلْم، وبلغ الرَّشيد، فجهز الجيوشَ مع خزيمةَ بن خازم، وولَّى يزيدَ بن مَزْيَدٍ أرمينيةَ وأَذربيجان، فساروا، فوجدوا العدوَّ قد رجع إلى بلاده بالغنائم والسَّبايا، فسدُّوا الثُّلْم وأَصلحوا ما أفسد القوم، ورجع خزيمةُ فأقام بنصيبين رِدءًا ليزيدَ بن مَزْيَد، وحجَّ بالنَّاس العباسُ بن موسى الهادي.
فصل وفيها توفي
ابن إِبراهيمَ بن عبد الرَّحمنِ بن عوف، أبو إسحاقَ الزُّهريّ.
من الطبقة السادسةِ من أهل المدينة. وأمُّه أَمَةُ الرَّحمنِ (?) من بني عبد بنِ زَمْعَة، من بني عامر بن لؤيّ.