فهاجَت الحربُ سنين بين القيسية واليمانية، قُتل من الفريقين خلقٌ عظيم، وكانت الحربُ بالبَلقاء والرُّبَّة والبَثَنيَّة (?)، وتَعَدَّوا إلى الغوطة، فأحرقوا ضِياعها، منها داريَّا، فكان رأسَ الفتنة أبو الهيذام، ثم اصطلحوا على يد جعفر.

ومن شعر أبي الهَيذام: [من البسيط]

لمَّا رأيت حُماةَ القوم قد وَكَفوا (?) ... وقدَّموا رايتَي عَنْسٍ وخَوْلانا (?)

وجالت الخيلُ أم كادت تجول بنا ... ناديتُ مُسْتَنْجِدًا يَا قيسَ عَيلانا

فبات جَمْعُهمُ حولي كأنهمُ ... غُلْبُ الأُسود التي تعدو بخَفَّانا (?)

وقلت لا يَغْلِبَنْكمْ مَعْشرٌ قُزُمٌ ... صُفرُ الوجوه بنو الشَّيطان قحطانا

فجالِدوهم بأسيافٍ مصفَّحةٍ ... وراثةً عن أبينا الشيخِ عَدنانا

ومات أبو الهَيذامِ في هذه السَّنة.

عبد الله بن عبد العزيز

ابن عبدِ الله بن عبد الله بن عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -، أبو عبد الرَّحمن العُمَرِيّ (?).

من الطَّبقة السَّابعة من أهل المدينة، وأمُّه أَمَة الحميد بنتُ عبد الله بنِ عياض من الأَوس.

كان عبد الله ناسكًا عالمًا عابدًا، تعبَّد وسكن المقابر، وكان لا يُرى إلَّا وفي يده كتابٌ يقرؤه، وترك مجالسةَ النَّاس، فقيل له في ذلك، فقال: لم أرَ أوعظَ من قبر، ولا آنسَ من كتاب، ولا أسلمَ من الوَحْدة، فقيل له: قد جاء في الموحدة ما جاء، فقال: لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015