فصل وفيها توفِّيت

الخَيزُران جاريةُ المهدي أمُّ الهادي والرشيد

وكانت جُرَشية، اشتراها المهديُّ فأَعتقها وتزوَّجها.

وسأل رجلٌ الخيزران حاجةً وبعث إليها بهديَّة، فبعثتْ إليه: إن كان ما بعثتَ به إليَّ من هديَّتك ثمنًا لرأي فيك فقد بخستَني القيمة، وإن كان استزادةً فقد استغششتَني (?) في المودَّة. ثم ردَّت عليه الهدية.

قال الصُّولي: وصاحبُ الهديةِ محمدُ بن سليمان، أهدى لها مئةَ وصيف، بيد كلِّ وصيفٍ جامٌ من ذهبٍ مملوءٌ مِسكًا.

وكانت الخَيزُران عاقلةً لبيبة، صالحةً متصدقة، وغلَّتها في كلِّ سنةٍ ستةُ آلافِ ألفٍ وستَّون ألفَ ألفِ درهم (?)، فكانت تُنفقها في الصدقات وأبوابِ البِرّ، وكانت وفاتُها ليلةَ الجمعة لثلاثٍ بقين من جُمادى الآخرة، ومشى هارونُ في جنازتها وعليه طَيلسانٌ أزرقُ قد شدَّ به وسطَه، وأخذ بقائمة السريرِ حافيًا يخوض في الطين حتى أتى مقابرَ قريش، فغسل رِجليه وصلَّى عليها، ودخل قبرَها، ثم خرج فتمثَّل بقول متمِّم (?): [من الطويل]

وكنَّا كنَدمانَي جَذيمةَ حِقبةً

الأبيات: ثم تصدَّق عنها بمالٍ عظيم، ولم يغيِّر على جواريها وحاشيتها شيئًا.

وقالت زينبُ بنت سليمانَ بنِ علي: حدَّثتني الخيزرانُ قالت: حدَّثني أميرُ المؤمنين المهديُّ، عن أبيه، عن جدِّه، عن ابن عباسٍ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن اتَّقى اللهَ وقاه اللهُ كل شيء" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015