على صدقه وثقتِه وديانته.
أبو الحجَّاج. كان من الجوَّالين الرحَّالين في طلب الحديث، فيقال: إنَّه طاف الدنيا، وروى عنه الأئمَّة، ولم يسمع من الزُّهْرِيّ، وسبب ذلك أنَّه رآه يومًا في السُّوق راكبًا وبين يديه الأَعوان، قال: فقلت: مَن هذا؟ فقالوا: الزُّهْرِيّ، ولي شرطةً لبعض بني مروان، فقلت: قبَّح اللهُ هذا مِن عالِم، وانصرفتُ ولم أسمع منه، ثم ندمت، فقدمتُ على يونُس، فروى لي عن الزّهري.
وقد ضعَّفه بعض الأئمَّة لأنه كان يقول بالإِرجاء (?).
ابنِ الحُصين بن أبي الحُرِّ العنبري. قاضي البصرة، طُلب للقضاء بعد وفاةِ سوَّار بنِ عبد اللهِ فهرب، فقال له أبوه: يَا بُني، إن كنتَ هربت طلبًا لسلامة دِينك فقد أحسنت [وإن كنتَ هربت ليكونَ أحرصَ لهم عليك فقد أحسنْت] (?) أَيضًا. فاستُقضي بعد سوَّار.
وكان يقول: لأَن أكونَ ذَنَبًا في الحقِّ أحبُّ إليَّ من أن أكونَ رأسًا في الباطل.
وكتب المهديُّ إليه كتابًا وهو قاضي البصرة، فقرأه وردَّه، فاستقدمه المهديُّ وقال: رددتَ كتابي! فقال: يَا أميرَ المُؤْمنين، لم أردَّ كتابك، ولكنَّ الكتابَ الذي ورد عليَّ كان ملحونًا، وأميرُ المُؤْمنين لا يكتب كتابًا ملحونًا. فأَعجبه ووصله وردَّه إلى عمله.
وكان عُبيد الله فقيهًا عاقلًا عفيفًا، وكان كثيرَ المَزح، فقال له رجل: إنَّك لا تعاب بشيءٍ إلَّا بالمزح، فقال: إنِّي لأَمزح ولا أَقول إلَّا حقًّا. ثم قال: لو قلتُ لك: إنَّ في داري عيسى بنَ مريمَ الساعةَ أكنتَ تصدِّقني؟ فقال الرَّجل: هذا من ذاك، وكان في