ولها مِيسَمٌ كثَغر (?) الأَقاحي ... وحديثٌ كالوَشي وشيِ البُرودِ

نزلتْ في السَّواد من حَبَّة القلـ ... ـبِ وزادت زيادةَ المستزيدِ (?)

عندها الصبرُ عن لقائي وعندي ... زَفَراتٌ تأكلن صبرَ الجليدِ

ومنه: [من مجزوء البسيط]

قالوا العَمَى منكرٌ قبيحٌ ... قلت لفقدي لكمْ يهونُ

واللهِ ما في الأَنام شيءٌ ... تأسَى على فقده العيونُ (?)

أخذه أبو العلاءِ المعرِّيُّ فقال: [من السريع]

أَبا العَلَا يَا ابنَ سليمانا ... إنَّ العَمَى أَولاك إِحسانا

لو عاينتْ عيناك هذا الورى ... لم يرَ إنسانُك إنسانًا (?)

وكان أبوه يضربه ويقول: كفَّ لسانَك عن النَّاس، فقال له: يَا أَبَة، لا تضربْني، وقيل لهم إذا شكَوني إليك: ليس على الأَعمى حَرَج. فقال لهم ذلك، فقالوا: فِقهُ بُرْدٍ أضرُّ علينا من شِعر بشار.

ومن شِعره في ابن هُبَيرةَ من أبيات: [من الطَّويل]

إذا كنت في كلِّ الأمورِ (?) معاتبًا ... خَليلَك لم تلقَ الذي لا تعاتبُهْ

إذا أَنْتَ لم تشربْ مِرارًا على القَذَى ... ظمئتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربُهْ

فعِشْ واحدًا أو صِلْ أخاك فإنَّه ... مقارِفُ ذنبٍ (?) مرَّةً ومجانبُهْ

أخوك الذي إنْ تدعُه لمُلِمَّة ... يُجِبْك وإنْ عاتبتَه لانَ جانبُهْ

إذا كان خرَّاجًا أخوك من الهوى ... توجِّهُه في كلِّ إِرْبٍ ركائبُهْ

فخَلِّ له وجهَ الفراقِ ولا تكن ... مطيَّةَ رحَّالٍ بعيدٍ مذاهبُهْ

فأعطاه ابنُ هُبيرةَ أربعين ألفًا. وقيل: إنها للمتلمِّس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015