سَخَطك، فأَعِنه على ذلك بتوفيقك، مولاي، عبدُك عظيمُ الرجاءِ لخيرك، فلا تقطع رجاءه يومَ يفرح الصابرون (?). فلا يزال على هذا حتى يُصبح، فلمَّا مات وحُمل إلى قبره، إذا اللحدُ مفروش بالرَّيحان، فأخذ بعضُ الذين نزلوا القبرَ منه شيئًا، فمكث عنده سمبعين يومًا طريًّا لا يتغيَّر، والناسُ يأتون إليه فيشاهدونه بُكرةً وعشيًّا، فخاف الأميرُ أن يفتتنَ الناس، فأَرسل فأخذه، ففقده الأميرُ من منزله فلا يُدرَى أين ذهب.
خالُ المهدي. ولَّاه المنصورُ البصرةَ واليمن والولاياتِ العظيمة، وكذا المهديّ، وكان شجاعًا حازمًا جَوَادًا، محترمًا في بني العبَّاس. وقد ذكرنا أنه حجَّ بالناس في سنة تسع وخمسين ومئة، وسنةِ ستِّين مع المهدي (?)، وكانت وفاتُه بالبصرة في هذه السَّنة بالاتفاق، واللهُ أعلم.
* * *