الجمعة فيخطُّ على غنمه خطًّا، فيجيء فيجدها لم تتحرك. هذا صورة ما ذكره جدي في ترجمته.

قلت: وقد روي أن شيبان عاشَ إلى زمان ذي النون المصري، واجتمعَ به في جبل لبنان. وذكر المعافى بن زكريا أنَّه اجتمع بهارون الرشيد في الحج، فقال: حجَّ هارون، فقيل له: شيبان في الركب، فقال: اطلبوه، فأتوه به، فقال له: يا شيبان عظني، فقال: لأنْ تصحبَ أقوامًا يخوفونَك حتَّى تبلغَ المأمن خيرٌ لك من أن تصحبَ أقوامًا يؤمنونك حتَّى تبلغ المخاوف، إنَّما أنت رجلٌ من هذه الأمة، استرعاك الله عليها، وقلَّدكَ أمورَها، وأنت مسؤول عنها، فاعدل فيها، واقسم بينها بالسويَّة، واتَّقِ الله في نفسك، هذا الَّذي يخوِّفُك، فإذا بلغتَ المأمن انتفعت (?) به، وإذا أمَّنوك قبل أن تبلغَ المخاوف عطبت. فبكى هارون حتَّى رحمَه من حوله.

وذكره الحافظ ابن عساكر (?)، فقال: كان شيبان من أكابر أهل دمشق، تركَ الدنيا، وخرج إلى جبل لبنان فانقطعَ به، وأكلَ المباحَ.

وصحبَ سفيان الثوريّ، فعرضَ لهما سبعٌ، فقال سفيان، أما ترى السبع؟ فقال شيبان: لا تخف غير الله الله، فلمَّا سمعَ السبعُ صوتَ شيبان جاء إلى بين يديه وبصبص، فأخذ بأذنه فعركها، وقال له: اذهب، فذهب، فقال له سفيان: ما هذه الشهرة؟ فقال شيبان: لولا مخافةُ الشهرةِ ما حملَ زادي إلى مكَّة على ظهره سواه.

وروى ابن ناصر قال: قرأ رجلٌ عند شيبان: {فَمَنْ يَعْمَلُ مِثقَال ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] فهام شيبان على وجهه سنةً، فلمَّا كان بعد سنة لقيه الرجل، فقال: يا شيبان، من أين؟ فقال: من ذاك الحساب الدقيق، وقرأ الآية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015