الكلام فقال: إنَّك إذًا لواثقٌ بعملك، لكنِّي والله يا سفيان لكأنِّي على شاهق جبل، لا أدري أين أهبط، فمكى سفيان وقال: أنتَ أخوفُ لله منِّي.

وروى أبو نعيم أيضًا عن مصعب بن المقدام قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وسفيان الثوري آخذ بيده وهما يطوفان، فقال الثوريُّ: يا رسول الله، مات مسعر بن كدام، فقال: نعم، وقد استبشر بموته أهلُ السماء (?). انتهت ترجمته.

أبو هاشم البغدادي الزاهد

ذكره الخطيب وأثنى عليه وقال: قال أبو هاشم: إن الله تعالى وَسَمَ الدّنيا بالوَحْشة؛ ليكون أُنسُ المريدين به دونها، فأهلُ المعرفة فيها مستوحشون، وإليه مشتاقون.

وقال أبو هاشم: أعوذ بالله من علم لا ينفع.

وكان أبو هاشم من أقران أبي عبد الله البراثي، وصحبه الثوريُّ، وكان سفيان يقول: ما زلت أُرائي وأنا لا أشعر حتَّى جالستُ أبا هاشم، فأخذتُ منه ترك الرياء، وأدَّبني بذلك. والله أعلم (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015