أبا مجرمٍ ما غَيَّر الله نعمةً ... على عبدهِ حتى يغيِّرها العبدُ
أبا مجرمٍ (?) خوفتني القتلَ فانتحَى ... عليك بما خَوَّفتني الأسدُ الوردُ
أفي دولة المنصورِ حاولتَ غدرةً ... ألا إنَّ أهلَ الغدرِ آباؤكَ الكُرْدُ (?)
فلا يقطع الله اليمينَ التي بها ... علاكَ صقيلُ الشَّفرتينِ له حدُّ
فما كان إلَّا الموتُ في غمد سَيفه ... وما خِلتَ أنَّ الموتَ يَضْبطُه غِمدُ
فأصبحتُ في أهلي وأصبحتَ ثاويًا ... بحيثُ تلاقي في ذُرى دجلة المَدُّ (?)
وكان أبو مسلم قد تهدَّده بالقتل، ولما سمعَها أبو جعفر قال له: احتكم، فقال: عشرة آلاف درهم، فأمر له بها وقال: لو تعدَّيتَها قتلتُك (?).
وقال بشار بن برد: [من الطويل]
أبا مسلمٍ ما طيبُ عيشٍ بدائمٍ ... وما سالمٌ عمَّا قليلٍ بسالمِ
كأنَّكَ لَم تَسمَع بِقَتلِ مُتَوَّجٍ ... عزيزٍ وَلَم تَعلم بِفَتكِ الأعاجِم
لَحى اللهُ قومًا شرَّفوك عليهمُ ... فقد كنت مشروفًا خَبيثَ المَطاعِمِ (?)
وقال حفص بن حميد (?): ظهر أبو مسلم لخمسٍ بقينَ من رمضان سنةَ تسعٍ وعشرين ومئة، ثم سار إلى أبي العباس في سنة ست وثلاثين ومئة، وقُتِل بالمدائن سنة سبعٍ وثلاثين ومئة، فكانت ولايته سبع سنين وعشرة أشهر (?)، وكان له يوم قتل ست وثلاثون سنة، وقيل: عاش ثمانيًا وثلاثين سنة، والأوَّل أصح.
وقد اعتبر بعضُ العلماء هذا السنَّ -وهو ستٌّ وثلاثون سنة- من جماعةٍ قَصرت