لتسكنَ إليها، وأسألُ الله أن يحول بين الشيطان ونزغاته وبينك؛ فإنه لم يجد بابًا يفسد به نيَّتك آكد عنده من الباب الذي فتحَه عليك، والسلام.
وقيل: إنَّما بعث إليه جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجليّ، فخدعه وردَّه، وكان رجل زمانه (?)، ولم يبعث إليه عيسى بن موسى، وهو الأصح (?).
وقال الصولي: كان أبو مسلم قد كتب إلى أبي جعفر كتابًا، فكان سببًا لهلاكه، كتب إليه: من أبي مسلم إلى أبي جعفر، سلام على من اتَّبع الهدى، أما بعد، فإنِّي كنت قد اتخذت إمامًا، وجعلته على ما افترضه الله على خلقه، وله قرابةٌ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحرَّف القرآنَ عن مواضعه، ودلَّاني بغرور، فأمرني أن أجرد السيف، وأرفعَ الرحمة، ولا أقبل العذر، ولا أقيلَ العثرة، ففعلت ذلك توطئة لسلطانه، ثم استنقذني الله بالتوبة، فإن يعفُ عنِّي، فقِدمًا عُرِف بالعفو، وإن يعاقبني فبما قدَّمت يداي، وما الله بظلام للعبيد.
وقال البلاذري: كتب إليه: من عبد الرحمن أبي مسلم (?) إلى عبد الله بن محمَّد، أمَّا بعد، فإنِّي كنت اتخذت أخاكَ إمامًا، وجعلتُه على الدِّين عَلَمًا، وقبلتُ منه الوصيَّة التي زَعمَ أنَّها صارت إليه، وكان في قرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومحلّه من العِلْم على ما كان عليه، ثمَّ إنه مستخف (?) القرآن، وأوطأني عشوة (?) الضلالة، وأوثقني برِيقة الفتنة، فهتكتُ بأمره حرماتٍ حتم الله صونَها، وسفكتُ دماءً فرضَ الله حقنَها، وزويتُ الأمرَ عن أهله، ووضعتُه في غير محلِّه، وذكر تمام الكتاب.