{فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42] واختلفوا فيه، فقال أبو عبيدة: البضع ما بين الثلاثة إلى الخمسة، وقال مجاهد: ما بين الثلاث إلى السبع، وقال قتادة: ما بين الثلاث إلى التسع، وقال ابن عباس: ما دون العشرة.
وأكثر المفسرين على أن البضع في هذه الآية سبع سنين. وقال وهب: أصاب أيوبَ البلاءُ سبع سنين، وترك يوسف في السجز سبع سنين (?).
وحكى الثعلبي عن الفراء: أن البضع لا يذكَّر إلا مع عشرة وعشرين إلى تسعين، قال: وكذلك رأيت العرب تفعل، ولا يقولون: بضع ومئة ولا بضع وألف.
وقال مالك بن دينار: لما قال يوسف للساقي: اذكرني عند ربك، قيل له: يا يوسف اتخذتَ من دوني وكيلًا، لأُطيلنَّ حبسك، فبكى وقال: يا رب أنْسى قلبي كثرةُ البلوى فقلتُ كلمةً، فويلٌ لإخوتي (?).
وروى الوالبي عن ابن عباس قال: دخل جبريل الحبس على يوسف، فلما رآه عرفه فقال يوسف: يا أخا المنذِرِين، ما لي أراك بين الخاطئين؟ فقال له جبريل: يا طاهر ابن الطاهرين، يقرأ عليك السلام ربُّ العالمين ويقول لك: ما استحييت مني حيث استشفعتَ بالمخلوقين؟ فوعزتي وجلالي لألبثنك في السجن بضعَ سنين، قال يوسف: وهو في ذلك عني راضٍ؟ قال: نعم، قال: إذن لا أبالي (?).
قال الكلبي: وهذه السبع غير الخمس الأول التي كانت قبل ذلك. وقال مقاتل: أجرى الله على لسان يوسف ما كان سببًا لحبسه اثنتي عشرة سنة، خمسة متقدمة وسبعة متأخرة، وهي قوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} اثنا عشر حرفًا (?).
قال علماء السِّير: ولما دنا فرَجُهُ، رأى ملك مصر الريانُ بنُ الوليد رؤيا هالته، رأى