كان أخوها محمَّد، ركب يومًا مع [المهدي] وهو أمير، فعاتبه (?) في شيء، وغمز ركابَه، وضغط رجلَه فيه حتى ضاق به الحديد، فلم يقدر على إخراج قدمه منه حتى ردَّته أختُه رَيطة.
وأولُ مَنْ وزر لأبي العباس أبو سلمة، ثم خالد بنُ بَرْمَك، وقاضيه ابنُ أبي ليلى، وحاجبه أبو غسان مولاه، وقيل: والربيع، ونقشُ خاتمه: الله ثقةُ عبدِ الله، وبه يؤمن.
أسند عن أخيه أَبراهيم الإِمام، وروى عنه عمُّه عيسى بنُ عليّ، وابنُ أخيه محمَّد المهدي.
ولما مات جزعَ عليه أبو جعفر جَزَعًا عظيمًا، واستقدَمَ حمَّاد الراوية من البصرة، فلما دخل عليه قال: أنشدني شعرَ هفّان بن همام (?) يرثي أباه، فأنشده: [من الطويل]
خليليَّ عُوجا إنها حاجةٌ لنا ... على قبر همّام سقته الرواعدُ
على قبر مَنْ يُرجى نداه ويُبتغى ... جَدَاه إذا لم يحمد الأرضَ رائد
كريم النَّثا حلو الشمائل بينه ... وبين المزجَّى نَفْنَفٌ متباعدُ
وضعنا الفتى كلَّ الفتى في حَفِيرة ... بحُرِّين قد ناحت عليه العوائدُ
صريعًا كنصل السيف تضرِبُ حولَه ... ترائبَهنَّ المُعْولاتُ الفواقدُ (?)
فبكى أبو جعفر حتى اخضلَّت لحيته.
أبو عمر اللَّخْميّ، وُلد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان رضوان الله عليه، وهو من الطبقة الثالثة من أهل الكوفة.