وكان شجاعًا، ديِّنًا، ورعًا، صالحًا. أسند عن الشعبي وغيره، وروى عنه سفيانُ الثوري وغيره.
وسُئل الإمام أحمد رحمةُ الله عليه عنه فقال: ثقة ثقة، وقيل لابن معين: أثقة هو؟ قال: نعم، أوثقُ من أساطين الجامع (?).
البصريةُ، الزاهدة، كانت مولاةً لآل عتيك، وكان سفياد الثوريُّ وأقرانُه يتأدَّبون بها.
وقال جعفر بن سليمان: أخذ سفيانُ الثوري بيدي وقال: مُر بنا إلى المؤدِّبة التي لا أجدُ من أستريح إليه سواها، فدخلنا عليها، فرفع سفيانُ يديه وقال: اللهمَّ إني أسألُك السلامة، فبكت رابعةُ، فقال لها: ما يُبكيك؟ فقالت: أنتَ عرَّضتني للبكاء. قال: وكيف؟ قالت: أما علمتَ أن السلامةَ من الدنيا تركُ ما فيها؟ فكيف وأنتَ متلطِّخ؟
وقال عبد الله بنُ عيسى: دخلتُ على رابعة فوجدتها جالسةً، فجعلتُ أسمع وَقْعَ دموعها على البَوَاري (?) مثل وَكْفِ المطر: طَقْ طَقْ، ثم اضطربتْ وصاحتْ، فقمنا وخرجنا.
وقال رياح القَيسيّ: احتاجت رابعةُ، فقيل لها: ألا تسألين أهلك يغيّرون من زيك؟ فبكت وقالت: وعزة ربي ما سألتُ الدنيا قط يملكها، فكيف أسألُها ممن لا يملكها؟
وقال لها رجل: ادعي لي، فقالت. من أنا؟ أطِعْ ربَّك وادْعُه؛ فإنه يجيب المضطرَّ إذا دعاه.
ودخل عليها بن عبد العزيز (?) وكِلاب بن جُريّ، فتذاكروا بين يديها الدنيا،