بالشَّراة بأرض الشَّوْبَك، بينها وبين الشَّوْبَك مقدار يوم.
فخرجوا، وهم: أبو العباس وأبو جعفر ويحيى بنو محمد بن علي، وداود وصالح وإسماعيل وسليمان وعبد الله وعيسى وعبد الصمد بنو علي بن عبد الله بن عباس، وموسى بنُ داود، وعيسى بنُ موسى، ويحيى بنُ جعفر بنُ تمام بن العباس، وعبد الوهاب بن إبراهيم الإمام (?).
وقال ابنُ أبي الدنيا: خرج أبو العباس من الحِمَّة يريد العراق ومعه أخوه عبد الله بن محمد، وعبد الله، وعيسى، وموسى وأمه أم موسى بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بدُومة الجَنْدَل، فقال لهم داود: أين تريدون؟ قالوا: الكوفة؛ فإنَّ لنا بها شيعةً، وقد كاتبنا أبو سلمة، فقال لهم داود: أتأتون الكوفة وشيخُ بني مروان بحران مُطِل على العراق والشام والجزيرة -يعني مروان- وشيخُ العرب في سادات العرب -يعني: يزيد بنَ عمر بن هبيرة- فقال أبو العباس: يا عم، من أحب الحياة ذل، ثم تمثَّل بقول الأعشى (?):
فما ميتةٌ إن متُّها غيرَ عاجز ... بعارٍ إذا ما غالت النفس غُولُها
فالتفت داود إلى من معه وقال: صدق ابنُ أخي، ارجعوا بنا معه نعيشُ أعزاء، أو نموت كرامًا، فرجعوا معه، فكان عيسى بنُ موسى يقول: إن أربعة عشر نفرًا خرجوا من الحِمَّة يريدون العراق يطلبون ما طلبنا لعظيمه هممُهم، كبيرة نفوسُهم، شديدةٌ قلوبُهم (?).
قال الهيثم: فمرُّوا على ماء عليه حيٌّ من العرب، فنظرت امرأةٌ من الحيِّ في وجوههم، فقالت: تالله ما رأيتُ وجوهًا كاليوم، هذا خليفة -وأشارت إلى أبي العباس- وهذا خليفة -وأشارت إلى أبي جعفر- وهذا خارجي -وأشارت إلى عبد الله بن عليّ- فكان كما قالت.
قال الواقدي: فقدموا الكوفةَ في صفر، فأنزلهم أبو سلمة في دار الوليد بن سعد في