لأَحْتَمِلَنَّهُ (?) كائنًا ما كان. فدعا له وقال: يا أمير المؤمنين، حاجتي إليك أن تَرْضَى عن عبد الله بن أبي عون. فقال: يا أبا عَوْن، إنَّه على غير الطريق، وعلى خلاف رأيِنا ورأيك، إنه يقع في الشيخين أبي بكر وعمر، رضوان الله عليهما.
ولما خرج المهدي من بيته؛ قال لبعض مَنْ كانَ معه من ولده وإخوته: ما لكم لا تكونون (?) مثل أبي عون؟ ! واللهِ ما كنتُ أظنُّ إلا أن منزلَه مبنيًّا بالذهب والفضة، وأنتم إذا وجدتُم درهمًا بنيتُم بالساج والذهب (?)!
انتهت أيام (?) بني أمية، وعددُ ملوكهم أربعةَ عشرَ ملكًا، أوَّلُهم معاوية، وآخِرُهم مروان، وأيامهم إحدى وتسعين سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام، منها فتنةُ ابن الزبير تسعُ سنين واثنا عشر يومًا.
وقال المسعوديّ: كان ملكُهم ألفَ شهر، وهو المراد بقوله تعالى: {لَيلَةُ الْقَدْرِ خَيرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (?). وكذا ذكر الثعلبيّ في أحد الأقوال.
وقيل للأبرش الكلبيّ: ما كان سبب زوال ملك بني أمية مع كثرة العَدَد والعُدَد والأموال والموالي وغير ذلك؟ فقال: أبْعَدُوا أصدقاءهم ثقةً بهم، وقرَّبوا أعداءَهم جهلًا منهم، فصار الصديقُ بالبعاد عدوًّا، ولم يَصِرْ العدوُّ بالدُّنُوِّ صديقًا (?). والله أعلم.
أبو عتَّاب السُّلَميُّ، من الطبقة الرابعة من أهل الكوفة.
قال: طلَبْنا العلم وما لنا فيه تلك النِّيَّة، ثم رزَقَ اللهُ فيه بعدُ.