ابن أمية بن أسعد، أبو محمَّد الخُزاعي المروزي من أكابر نقباء بني العباس، كان يتردَّد من خُراسان إلى الحَمَّة إلى محمَّد بن علي، وهو الذي قرَّرَ أمرَه بخُراسان.
وغضب على أبي مسلم يومًا، فضربَه بالدَّواة، فشجَّه، فحقَدها عليه.
ولمَّا بعث إبراهيم أبا مسلم إلى خراسان احتقره سليمان فردَّه (?).
وكان سليمانُ طويلَ اللسان، مُدِلًّا بأَثَرَة في الدَّولة؛ اجتمع يومًا في كَرْم جماعةٌ من الشيعة، فتذاكروا أمر أبي مسلم بعد ما قدم من عند الإِمام، فقال سليمان ليس يسودُّ هذا الكرم حتى يسوّد اللهُ وَجْهَه ويسقيَني دمَه.
وبلغ أبا مسلم فعاتبه، فقال: إنَّما عَنَيْتُ بقولي: يُسوِّدَ اللهُ وَجْهَه، أي: يصيرُ عِنَبًا، ويسقيني من دمه، أي: من عصيره.
ولما قدم أبو جعفر على أبي مسلم سايَره سليمان، وقال: إنْ شئتُم قَلَبْنَاها عليه، فقتله أبو مسلم، وقد ذكرناه (?).
وقال ابن عبدوس: بعث به إلى خُوارزم فقتلَه وابنَه محمدًا.
ولما تمكَّن أبو جعفر من أبي مسلم وعاتبه قال له: أنت قتلتَ سليمان مُفتينا، وشيخ دعوتنا، ورئيس شيعتنا وابنَه، فقال: لأنه بال على كتاب الإِمام. قال: كذبتَ، وإنما قتلتَه لأنه سايرَني يوم كذا وكذا لمَّا قدمتُ عليك (?).
أبو عبد الله الزُّهْرِيّ، من الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وهو مولى حُميد بن عبد الرحمن بن عَوْف (?).