من عبد الله أمير المؤمنين إلى أبي مسلم، سلامٌ عليك، أما بعد، فإنَّه لم يزل من رأي أمير المؤمنين وأهل بيتِه الإحسانُ إلى المحسن، والتجاوزُ عز المسيء ما لم يَقْدَحْ في الدَّوْلة (?)، وإنَّ أمير المؤمنين قد وهبَ جُرْمَ حفص بن سليمان لك، وتركَ إساءته لإحسانك إنْ أحبَبْتَ، والسلام.

فلما قدم أبو جعفر عليه؛ دفعَ إليه الكتاب، فقال: أفَعَلَها الملعون؟ ! ثم ندب مَرَّارَ بنَ أنس الضَّبِّيَّ لقتل أبي سلمة، وكتب إلى أبي العباس: لعبد الله أمير المؤمنين، أمَّا بعد، فإنه لا يتمُّ إحسانُ أحد حتى لا تأخذه في الله لومةُ لائم، وقد قبلتُ مِنَّةَ أميرِ المؤمنين، وأسرعتُ إلى الانتقام له، والسلام (?).

وقال الصُّوليّ: قدم مرَّار على أبي العباس وهو بالهاشمية في قصر الإمارة، فأخبره بما قدم له، وعلم أبو سلمة، فاختفى، فنادَى منادي أبي العباس: ألا إن أمير المؤمنين قد رضيَ عن أبي سلمة، فظهر، ودخلَ عليه، فعاتبَه وكساه ووصلَه، وكان يَسْمُرُ عندَه، فَسَمَرَ ليلةً عنده ثم خرج، فوثبَ عليه مرَّار فقتلَه، فقال الناس: قتَلَتْه الخوارج. فأمر أبو العبَّاس بغسله وتكفينه، وأمر أخاه يحيى بن محمَّد، فصلَّى عليه، ودُفن بظاهر الهاشميَّة.

فقال سليمان بن المهاجر البجلي:

إنَّ الوزيرَ وزيرَ آلِ مُحَمَّدٍ ... أوْدَى فمَنْ يَشْناكَ (?) كان وَزِيرا

إنَّ المنايا (?) قد تَسُرُّ وربَّما ... كان السرورُ بما كرهتَ جديرا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015