الصدرُ الأوَّل مجتمعين (?) على مذهب أهل السُّنَّة إلى أن ظهرت الخوارج، فقالوا بالتخليد في النار، فذهب المعتزلة إلى ما حَكينا [عنهم] فصار قولهم منزلة بين منزلتين.

[وجه قول الخوارج: قولُه تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14].

ولأهل السنة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]، خاطبهم بالإيمان مع ارتكاب العصيان، والأمرُ بالتوبة لمن لا ذنب له محال.

وقولهم: يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر؛ لا يصحّ؛ لأن الوقف أمر إلهي لا يُطَّلعُ عليه، فلا بدّ من الحكم، والله تعالى ما أخرجه من الإيمان؛ لما تَلَوْنا، فيبقى على حاله.

وأما الآية التي احتجَّتْ بها الخوارج؛ فمحمولةٌ على الكفر، لا على ما سواه. وقد قرَّرْنا هذه المسائل في كتب الأصول] (?).

السنة الثانية والثلاثون بعد المئة

فيها هلك قحطبةُ بنُ شبيب بن خالد بن مَعْدَان.

وفيها خرج محمد بنُ خالد بن عبد الله القَسْريُّ بالكوفة، ولبس السَّوَاد، وأخرجَ عاملَ ابنِ هُبيرة، وجاءها الحسن بنُ قحطبة، فدخلَها بعد هلاك أبيه.

ذكر القصة:

خرجَ ابنُ خالد بالكوفة ليلةَ عاشوراء وعلى الكوفة زياد بنُ صالح الحارثيُّ خليفةُ ابنِ هُبيرة، فهرب منها إلى واسط، ودخل محمدٌ القصر، فلما كان يوم الجمعة ثاني يوم هلك فيه قحطبة؛ نزل حَوْثَرَةُ مدينة ابن هُبيرة بأهل الشام، فتفرَّق مَنْ كان مع محمد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015