يقلِّبُ الرغيف وينظر إليه ويقول: اشتهيتُك منذ أربعين سنة، وغلبتُك حتَّى اليوم؛ تريدُ أن تغلبَني؟ ! وأَبَى أن يأكلَه (?).

وروى عَوْنُ بن الحكم عن أبيه، عن مالك قال: قدمتُ من سفر، فلما صِرْتُ إلى الجسر قام العشَّار، فقال: لا يخرجنَّ أحدٌ من السفينة حتَّى نُفتِّشَه. قال: فأخذتُ ثوبي فوضعتُه على عنقي، ثم وثبتُ فصرتُ على الأرض، فقال: ما الذي أخرجك؟ قلت: ما معي شيء. قال: فاذهب. قلت في نفسي: هكذا أمر الآخرة (?).

وروى أبو نعيم عن مالك بن دينار أنَّه وقعَ حريق في بيته، فأخذَ المصحف وخرجَ، فقيل له: البيت! فقال: ما فيه شيءٌ إلا السِّنْدانَة، فما أُبالي أن يحترق (?).

وفي رواية: وقع حريق بالبصرة، فأخذ كساءَه وخرج وقال: هلكَ أصحابُ الأثقال، ونجا المُخِفُّون.

وقال ابن باكويه الشيرازي: دخل اللصوص بيت مالك بن دينار، فلم يجدوا شيئًا، فصاح بهم: ما ضرَّكُم لو صلَّيتُم ركعتين (?).

وكان قُوتُه كلَّ ليلة رغيفان، يأكلهما بملح جَرِيش، فكان يأكلُ في الشهر بدرهمين -أو بدرهم- ودانقين، فيقال له: ألا تأكلُهما بإدام فيقول: إدامُهما أن يكونا سخنين (?).

قال: وكان عنده رِكْوَةٌ يتوضَّأْ منها، فأخرجَها من بيته، فقيل له في ذلك، فقال: إذا دخلت في الصلاة جاءني الشيطان فيقول: سُرِقَت الرِّكْوَة، فيشتغلُ قلبي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015