وقد ذكرنا تزويج يعقوب براحيل أم يوسف (?).
وقال جدِّي في "التبصرة": خرج يعقوب من الشام هاربًا من أخيه عيصو إلى خاله لابان، فزوجه ابنته ليّا فولدت له روبيل ثم شمعون ولاوي ويشجب ويهوذا وزبالون، ثم توفيت فزوجه أختها راحيل، فولدت له يوسف وبنيامين، ومعناه: ابن الوجع لأنها ماتت في نفاسها منه، ووُلد له من غيرها أربعة أولاد، فجميع أولاد يعقوب اثنا عشر ولدًا، وهم الأسباط (?). وقد ذكرناه في ترجمة يعقوب عليه السَّلام (?).
قوله تعالى: {إِذْ قَال يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} [يوسف: 4] فإن قيل: فلم قال: رأيتهم لي ساجدين ولم يقل: رأيتها، وهي مؤنثة؟ فالجواب: أن الهاء والميم والياء والنون من كنايات ما يعقل، والسجود ممَّا يعقل، فعبر عنها بكنايتها كقوله: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} [النمل: 18] (?).
واختلفوا فيها على أقوال:
أحدها: أنها الشَّمس والقمر وزحل والمشتري والمريخ وعطارد والزهرة والفرقدان وسهيل والنسران، ذكره مقاتل في كتاب "المبتدأ" له.
وحكى أبو إسحاق الثعلبي عن السُّدِّي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال: أتى النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - رَجلٌ من اليهودِ يُقالُ له: بُستَان، فقال: يا محمد، أخبرني عن الكَواكبِ التي رَآها يُوسفُ سَاجدة له، ما أسماؤُهَا؟ فَسكتَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ولم يُجبهُ بشيءٍ، فَنزلَ جِبريلُ عليه السَّلامُ فأخبَرهُ بِها وبِأسمَائِهَا، فقال له رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَل أنتَ مُؤمِنٌ إن أخبرتُكَ بأسمائِها"؟ قال: نعم، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هي حُرثان والطَّارقُ والذيَّالُ